
إلى وزير التجارة ...تحية طيبة وبعد
لا أعلم في الحقيقة هل أنت من يجب أن أبث لهُ شكواي، فقد احترت في ذلك، ولكن قلب المؤمن دليله، وما لمسه المواطن فيك من حرصٍ واضحٍ على حقوقه جعلني أتقدم إليك برسالتي هذه، وذلك لإيجاد حلٍ سريعٍ لارتفاع سعر الجرجير.!
نعم يا سعادة الوزير فبعد أن فرغت من صلاة الجمعة وكالعادة توجهت لسوق الخضار والذي هو أشبه بزريبة، ولست بصدد الحديث هنا عن تقصير الأمانة والبلدية فذلك حديثٌ يطول شرحه .
على أية حالٍ كنتُ أقول بأني توجهت للسوق وفي جيبي ثلاث ريالاتٍ، طبعًا ليست برأس المال المتبقي فلله الحمد، فلا زال في الصرافة خمسة وستون ريالاً ولا عليك فالظروف علمتني كيف أستطيع انتزاعها من جوف الصرافة مئة ريالٍ، وأن اعلم أنك لا تعلم كيف هي الطريقة كونك من الطبقة المخملية ، ولكن خذها للفائدة وهي أن يقوم مطفر مثلي بتحويل خمسة وثلاثون ريالاً على حسابي وهكذا تصبح مئة فاسحبها على وجهها .
نعود للجرجير .!
كنت أقول أن هذه الريالات الثلاث كانت ستكفي لحزمةٍ من الجرجير وحزمةٍ من النعناع وشيءٌ رقيقٌ نسميه اللحوح !
ولكن ماذا حدث ؟!
حدث يا معالي الوزير أن الجرجير ارتفع سعره فقد أصبحت الحزمة بثلاثةِ ريالاتٍ، حينها دخلت في صراعٍ رهيب وتفكيرٍ عميق فكان لا بُــدَّ من اتخاذ قرارٍ حازم، هل اخذ الجرجير واترك النعناع واللحوح أم العكس .!
فكان القرار هو الظفر بالجرجير، مع أني شخصٌ لا اشرب الشاي إلا بالنعناع ولكن للظروف أحكام .
ولعل معاليكم لا يخفى عليه فوائد الجرجير ، ولا تخفى عليه العبارة المشهورة والتي تقول : لو عرفن النساء فائدة الجرجير لا زرعنه تحت السرير .!
ولأنه لا يوجد في بيتي المستأجر سرير فلا أستطيع زراعة الجرجير، ولكن حتمًا أن الفكرة لن تغب عن ذهني، وذلك بعد أن أمتلك بيتًا خاصًا بيّ، فأنا على وشك ذلك فمنذ أن أرشدنا وزير الإسكان للتفكير للحصول على البيت وأن أمخر عباب عقلي بتفكيرٍ جادٍ وقد يتمخض هذا التأمل العميق ويتجسد على أرض الواقع لدورين وملحق .!
معالي الوزير :
ارجوا منك تدارك الوضع قبل فوات الأوان، وتشكيل لجنة سريعة للتحقيق في ارتفاع سعر الجرجير، فلم نعد نطيق الكثير من الجرجرة .!
:
هذا والسلام
كتبه / أمير الصعاليك مواطن من الطبقة المطحونة .
توقيع : العطاني |
في كل مساء...أتـأمل المارة من النافذة...أقلب أحوال العالم،محاولاً أن أُحركَ شيئـًا في هذا الكون...وفعلاً فعلت! وحركت السُكر الذي تراكم في قعر الكأس الذي بيدي.!
|
التعديل الأخير تم بواسطة العطاني ; 20-11-2015 الساعة 02:28 PM